القضاء التركي ينظر في قضايا المتظاهرين بعد اعتقال إمام أوغلو

القضاء التركي ينظر في قضايا المتظاهرين بعد اعتقال إمام أوغلو
مظاهرات في تركيا

بدأ القضاء التركي، اليوم الجمعة، النظر في قضايا نحو 200 شخص متهمين بالمشاركة في تظاهرات غير مرخصة اندلعت بعد اعتقال رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو في 19 مارس 2025. 

ومن بين هؤلاء المتهمين، هناك العديد من الطلاب وثمانية صحفيين، بما في ذلك مصور من وكالة فرانس برس، كانوا موجودين لتغطية التظاهرات، بحسب ما ذكرت "فرانس برس".

وعقب اعتقال إمام أوغلو، الذي يعتبر منافسًا قويًا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خرج الآلاف إلى الشوارع في مدن كبيرة مثل إسطنبول وأنقرة وإزمير للاحتجاج على هذا الاعتقال

وعلى الرغم من الحظر المفروض على التظاهرات في تلك المدن من قبل السلطات التركية، استمر المتظاهرون في الخروج إلى الشوارع مطالبين بالعدالة والحرية السياسية.

تزايد عدد المعتقلين

العدد الإجمالي للمعتقلين والمتهمين في قضايا التظاهرات تجاوز 800 شخص، وفقًا للمصادر القضائية في إسطنبول. 

ويواجه هؤلاء المتهمون تهماً تتراوح بين المشاركة في تظاهرات غير مرخصة، وإخفاء وجوههم، وحمل أسلحة، وحتى التحريض على العنف عبر منصات التواصل الاجتماعي. 

وتدور القضية الرئيسية حول الممارسات الأمنية ضد حرية التعبير وحق التظاهر في تركيا، في وقت تتزايد فيه الضغوط على المعارضة السياسية.

الصحفيون في مرمى القضاء

واحدة من القضايا البارزة في هذه المحاكمات تتعلق بالصحفيين الذين كانوا في الموقع لتغطية التظاهرات.

ورغم أن الصحفيين ليسوا جزءًا من التظاهرات، فإنهم متهمون أيضًا بالمشاركة في الأنشطة التي تخللت التظاهرات، وهو ما أثار جدلًا واسعًا حول حدود حرية الصحافة. 

وقال محامي الدفاع عن الصحفيين، فيسيل أوك: "لقد كانوا هناك فقط لتغطية الأحداث، وليس للمشاركة فيها".

الحقوق المدنية في تركيا

منظمات حقوق الإنسان، مثل هيومن رايتس ووتش، نددت بما اعتبرته محاكمات غير عادلة، وأشارت إلى "الغياب الصارخ للأدلة" في القضايا التي تم النظر فيها يوم الجمعة. 

وأكد هيو وليامسون، المسؤول في هيومن رايتس ووتش عن أوروبا وآسيا الوسطى، أن هدف هذه المحاكمات هو "إرسال تحذير من ممارسة حق التظاهر سلمياً وحرية التعبير".

ورغم تراجع وتيرة التظاهرات في الأيام الأولى بعد الاعتقال، فإن الاحتجاجات استؤنفت منذ أسبوع ونصف الأسبوع، وشارك فيها بشكل رئيسي الطلاب في جامعات إسطنبول وأنقرة، وكذلك تلاميذ المدارس الثانوية في مختلف المدن التركية.

النزاع بين أردوغان وإمام أوغلو

تأتي هذه التطورات في وقت حساس، حيث يعتبر أكرم إمام أوغلو من أبرز الشخصيات المعارضة للرئيس أردوغان، وكان له دور بارز في تحدي سيطرة الحزب الحاكم في الانتخابات المحلية. 

وأسفر اعتقال إمام أوغلو عن تزايد مشاعر الاستياء في تركيا، وأدى إلى احتجاجات متزايدة ضد الحكومة، حيث يشعر كثيرون أن حرية التعبير والتظاهر في خطر.

وتُظهر هذه المحاكمات التحديات الكبيرة التي تواجهها المعارضة السياسية في تركيا في ظل حكم أردوغان، حيث يرى المنتقدون أن القمع الأمني والتضييق على الحريات العامة قد أضر بالحقوق المدنية. 

ويُنتظر أن تسلط هذه القضايا الضوء على مسألة حقوق الإنسان في تركيا في الفترة القادمة، فيما يعرب الكثيرون عن قلقهم من استمرار هذه السياسات في التأثير على الحياة السياسية والاجتماعية في البلاد.

 



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية